يُعَدّ مرض السكري من الأمراض المزمنة الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. من المعروف أن السكري يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات متعددة، تؤثر على الأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء الحيوية. من بين هذه المضاعفات، يبرز تأثير السكري على حاسة السمع.
تأثير السكري على السمع
تُظهِر الأبحاث أن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع بمعدل 2-3 مرات مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالسكري. تُعزى هذه العلاقة إلى التأثيرات المختلفة التي يُحدثها السكري على الأوعية الدموية والأعصاب.
تلف الأوعية الدموية الدقيقة (Microvascular Damage):
يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الأذن الداخلية، مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى الخلايا الحسية في الأذن. هذا يمكن أن يسبب تدهورًا في وظيفة هذه الخلايا ومن ثم ضعف السمع.
التلف العصبي (Neuropathy):
كما هو الحال مع الاعتلال العصبي المحيطي الذي يؤثر على الأطراف، يمكن أن يؤدي السكري إلى تلف الأعصاب المسؤولة عن نقل الإشارات الصوتية من الأذن إلى الدماغ. هذا التلف العصبي يمكن أن يؤثر على القدرة على السمع بوضوح وفهم الكلام.
الالتهابات والأمراض المصاحبة:
يزيد السكري من خطر الإصابة بالالتهابات والأمراض الأخرى مثل التهاب الأذن الوسطى، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على السمع.
الدراسات والأبحاث
أشارت دراسة أجراها المعهد الوطني للصمم و أمراض التخاطب الأخرى (NIDCD) إلى أن 21% من البالغين المصابين بالسكري يعانون من ضعف السمع مقارنة بـ 9% فقط من غير المصابين بالسكري. وأظهرت أبحاث أخرى أن خطر ضعف السمع يزيد بشكل أكبر عند المرضى الذين يعانون من السكري لفترات طويلة، أو الذين لديهم تحكم ضعيف في مستويات السكر في الدم.
الوقاية من ضعف السمع
للوقاية من ضعف السمع المرتبط بالسكري، ينصح الأطباء باتباع استراتيجيات لإدارة مستويات السكر في الدم، بما في ذلك:
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول وجبات متوازنة غنية بالألياف وقليلة السكر والدهون المشبعة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية في تحسين حساسية الجسم للأنسولين والسيطرة على مستويات السكر في الدم.
- المراقبة الدورية لمستويات السكر: إجراء فحوصات منتظمة لمستويات السكر في الدم لضمان السيطرة الجيدة عليه.
- الفحوصات السمعية الدورية: إجراء اختبارات سمعية منتظمة للكشف المبكر عن أي مشاكل سمعية والتعامل معها بشكل مناسب.
