الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير السماعات الطبية mariam September 23, 2025

الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير السماعات الطبية

الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير السماعات الطبية

شهدت العقود الأخيرة تطورًا ملحوظًا في تقنيات المعينات السمعية، حيث انتقلت من مجرد أجهزة تضخيم بسيطة للصوت إلى أنظمة ذكية قادرة على معالجة الإشارات السمعية بطرق متقدمة. ويُعزى هذا التحول بشكل أساسي إلى إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence, AI)، والتي أسهمت في تحسين جودة السمع، وتسهيل التكيّف مع البيئات الصوتية المختلفة، إضافة إلى تقليل العبء المعرفي الواقع على الدماغ لدى الأفراد المصابين بضعف السمع.

مفهوم الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي هو مجال بحثي ضمن علوم الحاسوب يهدف إلى تصميم أنظمة قادرة على التعلم، التكيّف، واتخاذ القرار استنادًا إلى تحليل البيانات والمعطيات. وتتمثل أهميته في كونه يحاكي بعض وظائف الإدراك البشري مثل:

  1. التعرّف على الأنماط الصوتية.
  2. معالجة اللغة الطبيعية.
  3. التعلّم من الخبرة السابقة (Machine Learning).
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السماعات الطبية
  • تحسين إدراك الكلام في البيئات الصاخبة

أظهرت الدراسات أن فقدان السمع يرتبط بصعوبة في عزل الكلام عن الضوضاء الخلفية. تقنيات الذكاء الاصطناعي تتيح للسماعة تمييز الإشارات الكلامية ذات الأهمية عبر خوارزميات متقدمة لمعالجة الإشارة، مما يؤدي إلى تحسين نسبة الإشارة إلى الضوضاء (Signal-to-Noise Ratio, SNR) وبالتالي رفع وضوح الكلام (Picou et al., 2021).

  • التكيّف التلقائي مع البيئة الصوتية

تعتمد السماعات التقليدية على برامج معدّة مسبقًا، بينما تستخدم السماعات المزودة بالذكاء الاصطناعي أنظمة معالجة آنية للصوت (Real-time Processing)، تقوم بتحليل البيئة الصوتية وتعديل الاستجابات السمعية فورًا. على سبيل المثال، تُظهر الأبحاث أن هذه التقنية تقلل من الجهد الإدراكي أثناء المحادثات في الأماكن العامة (Shinn-Cunningham, 2017).

  • التعلّم الشخصي والتخصيص

تُخزّن السماعة تفضيلات المستخدم عبر خوارزميات التعلّم الآلي (Machine Learning)، مما يسمح بتقديم تجربة سمعية شخصية. هذا التخصيص يوفّر للمريض إعدادات أكثر دقة وراحة، كما يقلل الحاجة للتدخل اليدوي المتكرر (Starkey, 2023).

  • تقليل العبء المعرفي

يُعرّف العبء المعرفي (Cognitive Load) بأنه الجهد الذهني المطلوب لفهم الأصوات والمعاني. ومع ضعف السمع، يزداد هذا العبء بسبب محاولات الدماغ المستمرة لتعويض نقص الإشارات السمعية. وقد أظهرت أبحاث حديثة أن استخدام السماعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تحسين كفاءة المعالجة العصبية وتقليل التعب الذهني (Pichora-Fuller et al., 2016).

  • دمج الوظائف الصحية المساندة

سماعات حديثة مثل Starkey Genesis AI دمجت مستشعرات حيوية قادرة على:

  • مراقبة النشاط البدني.
  • تقييم التوازن لتقليل خطر السقوط (Goman et al., 2022).
  • ربط البيانات مع تطبيقات الهواتف الذكية لتقديم تقارير صحية شاملة.

يمثل إدماج الذكاء الاصطناعي في المعينات السمعية تحولًا جذريًا في مجال طب السمعيات، حيث لم تعد السماعات الطبية مجرد أدوات لتضخيم الصوت، بل أصبحت أجهزة معرفية وصحية متكاملة. هذه التقنيات تعزز من فهم الكلام، تدعم القدرات المعرفية، وتساهم في تحسين نوعية الحياة لدى الأفراد المصابين بضعف السمع.

المصادر

  • Picou, E. M., Ricketts, T. A., & Hornsby, B. W. Y. (2021). How Hearing Aids with Artificial Intelligence Improve Speech Understanding in Noise. Journal of the American Academy of Audiology.
  • Shinn-Cunningham, B. G. (2017). Cortical and Cognitive Processing in Hearing Aid Users. Trends in Hearing.
  • Pichora-Fuller, M. K., Kramer, S. E., et al. (2016). Hearing Impairment and Cognitive Energy: The Framework for Understanding Effortful Listening (FUEL). Ear & Hearing.
  • Goman, A. M., Lin, F. R. (2022). Hearing Aids as Health Monitoring Devices: Opportunities and Challenges. Otology & Neurotology.
  • Starkey Hearing Technologies (2023). Genesis AI White Paper.